هل تعمل الديناميكية الحيوية؟

سيتساءل الكثيرون: "هل تُجدي الديناميكية الحيوية نفعًا؟" أو "أين العلم؟"، وهذه أسئلة بديهية، بل وصحيحة. ولكن عندما نفكر في مصادر تمويل الدراسات الكبيرة مزدوجة التعمية ذات الضوابط المناسبة، نجد أن الحافز للاستثمارات الكبيرة للشركات ضئيل، إذ لا يوجد ما يمكن تسجيل براءات اختراعه أو التحكم فيه لتحقيق الربح. ولأن الديناميكية الحيوية معلومة شائعة، فإن التمويل المتاح للأبحاث يأتي عادةً من جهات مانحة خاصة ترغب في تعزيز قاعدة الأدلة المتعلقة بالديناميكية الحيوية والمساعدة في تجديد الأرض، وهو جزء لا يتجزأ من مهمة معهد جوزفين بورتر.

عند التعامل مع الأنظمة الحية ، يصعب تقديم أدلة ميدانية قاطعة نظرًا لكثرة العوامل التي لا يمكن السيطرة عليها. حتى لو اقتصرنا على مراعاة تغيرات أنماط الطقس، فهذا يكفي لإحداث اختلافات هائلة حتى في المزارع المجاورة. خلال فترات الجفاف الشديد، نادرًا ما تُظهر التجارب تحسنًا، وفي ظل هطول أمطار مثالي، قد تُظهر حتى أسوأ معدلات الاستخدام نتائج خادعة في ظل الظروف المثالية.

عندما نتأمل تعقيد الديناميكية الحيوية، فإننا نأخذ في الاعتبار أيضًا مراحل القمر المتغيرة باستمرار. كيف يُمكننا "التحكم" بالقمر وهو يؤثر دائمًا على كل شيء على الأرض؟ لتحقيق ذلك، نحتاج إلى مختبر في الفضاء خارج نطاق تأثير جاذبية الأجرام السماوية! نحن نتحدث عن الحدود العملية للمنهج العلمي، حيث يجب علينا توظيف التفكير لسد الثغرات. لا يُمكننا تحمّل استخلاص نبات من الأرض وإجراء اختبارات معملية في الفضاء الخارجي لمجرد التحكم في تأثير القمر. لكن هذا العجز لا يعني أن تأثير القمر "غير علمي"، بل يعني أن علمنا (واقتصادنا) غير قادر على هذا البحث العلمي.

تسبق معظم الاكتشافات العلمية جمع البيانات. فالعالم الذي يفتقر إلى الخيال لا يُرجَّح أن يُنشئ روابط بديهية إبداعية بين البيانات التي يجمعها. تُعدّ الديناميكية الحيوية قفزة بديهية إبداعية. يجب أن يتبع العلم ذلك، لكن من يستخدمون الديناميكية الحيوية يُمكنهم أن يشهدوا على تغييرات كبيرة في صحة النبات، ومقاومة الأمراض، ومقاومة الآفات، وتحسين النكهة.